تسببت جائحة فيروس
كورونا في زيادة ديون بريطانيا، ومن المرجح أن يكون لهذا مزيد من الآثار السلبية،
موضحة إن مؤسسات الدولة البريطانية وقيادتها ضعفت في السنوات الأخيرة ، وأعتبرت
بريطانيا أن المفاوضات حول مرحلة ما بعد بريكست منتهية ...
إذ اشترط رئيس الوزراء بوريس جونسون “تغييراً جوهرياً في النهج” من جانب الأوروبيين لمواصلتها وإلا فإن الخروج من التكتل سيحصل “من دون اتفاق” في أول ينايرالمقبل رغم الخشية من حصول صدمة اقتصادية ...
وكشفت بيانات
اقتصادية أن معدل اقتراض الحكومة البريطانية ارتفع إلى 173.7 مليار جنيه إسترليني
(222 مليار دولار) خلال الشهور الخمسة الأولى من العام المالي، مع استمرار ارتفاع
تكاليف جائحة فيروس كورونا المستجد ، وذكر المكتب الوطني للإحصاء في بريطانيا أن
عجز الميزانية في شهر أغسطس وحده بلغ 35.9 مليار جنيه إسترليني.
بينما أفادت وكالة
بلومبرج، بأن إجمالي ما اقترضته الحكومة البريطانية منذ بدء فرض الإغلاق الوطني
للتصدي للجائحة في مارس الماضي يفوق ما اقترضته خلال عام كامل في أعقاب الأزمة
المالية خلال عامي 2008 و2009.
هذا وقد عانى
الاقتصاد البريطاني من أكبر تراجع له على الإطلاق في الفترة بين أبريل ويونيو، بعد
إجراءات الإغلاق الخاصة بفيروس كورونا، التي أدخلت البلاد رسميا في حالة ركود،
وانكمش الاقتصاد بنسبة 20.4 في المئة مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام،
كما انخفض إنفاق الأسرة في بريطانيا بعد إصدار الحكومة أوامر بإغلاق المتاجر، ما
أدى إلى انخفاض إنتاج المصانع وحركة البناء، وأدخل هذا المملكة المتحدة في أول
ركود لها، بعد تراجع اقتصادها لربعين متتاليين، منذ عام 2009.
فى ظل هذه الأوضاع
الاقتصادية المتردية، تواجه بريطانيا تحدى مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي، والذى
يشهد مسارا متعثرا منذ البداية وازداد تعقيدا فى أعقاب تفشى "كورونا"،
ومنذ وقوع بريكست نهاية يناير الماضي، لم يلتقِ البريطانيون والأوروبيون مباشرة فى
مفاوضات ما بعد الخروج إلا مرة واحدة فى فبراير الماضى وانتهت دون نتائج ملموسة،
ثم ألغيت الجولة الثانية التى كان مقررا عقدها فى الثامن عشر من مارس بسبب الوباء.
يذكر أن بريطانيا
تحتل حاليا المرتبة الرابعة من حيث التصنيف الائتماني لوكالة موديز، ولا تزال في
المنطقة الآمنة للاستثمار ، كما خفضت الوكالة تصنيف بنك إنجلترا المركزي إلى درجة
“ايه ايه 3” مع آفاق سلبية .. وجاء هذا القرار الائتماني فيما استمرت المحادثات
بين لندن وبروكسل بشأن العلاقة بين الطرفين بعد بريكست، مع تهديد بريطاني
بالانسحاب يلوح في الأفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق