القاهرة – أ.ق.ت : توقع أبوبكر الديب الكاتب الصحفي والخبير الإقتصادي وقوع حربا اقتصادية، "علي الأقل" بين
الصين وأمريكا، وعدد من الدول الكبري في الفترة المقبلة، مشيراً إلي صدور تصريحات
ليست صديقة بين الإدارة الصينية والرئيس المنتخب دونالد ترامب، حيث وعد ترامب، بزيادة
الضرائب المفروضة على البضائع الصينية ...
بنسبة 45 %، تحت ذريعة حماية المنتج
الأمريكي، الذي لم يعد بمقدوره منافسة المنتجين الصينيين.
وأضاف أن هناك قاعدة إقتصادية تقول: إنه كلما امتلكت الدولة احتياطي
نقد أجنبي أكبر في بنوكها المركزي، استطاعت تخفيض قيمة عملتها المحلية، ومن ثم
استطاعت أن تنتج أرخص من العالم، وبالتالي إحتلت سلعها أسواق الكوكب، وهذا ما تفعله
الصين، التي تمتلك أكبر احتياطي نقد أجنبي في العالم يقارب 4 تريليونات دولار،
و1054 طن ذهب، فهي تفرض أسعار فائدة تقارب الصفر على عملتها المحلية
"اليوان" ، وهو ما يؤثر سلبا علي أمريكا، حيث تعد بكين أكبر دائن
للولايات المتحدة الأمريكية، مما يشعل الصراع بين الولايات المتحدة والصين، حيث
تطالب الأولي الأخيرة بزيادة أسعار الفائدة على اليوان، لكن الصين طالما ترفض
بشدة.
وأوضح أن واشنطن بدأت تشكو من تلاعب بكين بالعملة فى
بداية عام 2003، عندما حققت الولايات المتحدة عجزًا تجاريًا قدره 124 مليار دولار
مع الصين، وبعد أن استطاعت الصين مقاومة الضغوط الأمريكية طوال عامين، رضخت في عام
2005 وسمحت برفع قيمة الرنمنبي بمعدل 20% خلال السنوات الثلاث التالية، ولكن
الأزمة المالية العالمية وما تبعتها من انخفاض فى صادرات الصين جعلت الصين توقف
رفع قيمة عملتها كي تستطيع صادرتها الحفاظ على أسعارها التنافسية، مضيفا أن
الأمريكيين يصرون على أنه إذا رفعت بكين قيمة عملتها فسوف تكون السلع الصينية أعلى
ثمنًا، وسوف تصبح المنتجات الأمريكية أرخص وأكثر تنافسية، ومن ثم ينخفض العجز في
الميزان التجاري بين الولايات والصين، ونتيجة ذلك سوف تخلق المزيد من فرص العمل في
الولايات المتحدة.
وأوضح أنه رغم التضييق الأمريكي على الدور الصيني في منطقة
الشرق الأوسط، فإن الصين اتجهت لتوسيع نطاق دورها الإقليمي تدريجيا، من خلال تعيين
مبعوث صيني للشرق الأوسط والمشاركة في جهود الوساطة في بعض الصراعات الأهلية في
الإقليم، مثل الصراع الأهلي في دارفور، والصراع في جنوب السودان، فضلاً عن مشاركة
الصين في المفاوضات الغربية مع إيران حول الملف النووي، وتدخل الصين لدعم الشراكة
بين إيران وباكستان في خط أنابيب نقل الغاز الواصل بين الدولتين برعاية صينية.

وقال"الديب" : إن الطرفان يتنافسان في منطقة الشرق الأوسط، بسبب الموقع الجغرافي
المتميز، والطاقة، وهو ما يتطلب دورا أكبر للتكامل الإقتصادي العربي لمواجهة هذه
الحرب.
وأضاف أن الإقتصاد
العالمي، شهد تقلبات حادة في 2016 بسبب تذبذبات أسعار النفط، والإنتخابات
الأمريكية، وخروج بريطانيا من عضوية الإتحاد الأوروبي، وأزمة سوق المال الصينية، حيث خفض صندوق
النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في العامين 2016 و2017 بمقدار 0.1%
لكل عام، في حين تحركت حكومات المنطقة بإتجاه تدابير مالية أكثر واقعية، من
خلال إصلاحات بقطاع سوق المال، مثل سعي السعودية لأن يتم إدراجها في مؤشر الأسواق
البازغة MSCI في السنوات القادمة، كما أن اقتصاديات دول الخليج والمغرب العربي،
وكذلك مصر، تمتلك العديد من المقومات والإمكانيات التي تجعلها تقف صامدة أمام
محاولات الهيمنة من الدول الكبري علي الشرق الأوسط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق