الجمعة، 28 أكتوبر 2022

لماذا أمريكا قررت الآن بالضبط منع تكنولوجياتها على الصين !!!

قال الخبير الاقتصادى جلال بوسمينة إن الصين حتى اليوم لم تنافس الاقتصاد الأمريكي بل الصين اكبر دولة بالعالم ساهمت في تطور اكبر الاقتصاد الامريكي ، الصين كانت تنتج ما تحتاج أمريكا من منتوجات لا تحتاج تأهيل يد عاملة كبير...

الأكثر من هذا الصين وصلت حتى لتزويد السوق الأمريكي ببعض المنتجات الإلكترونية المنتجة عن طريق تكنولوجيًا أمريكية بينما أمريكا اهتمت أكثر بالمنتجات الأكثر تعقيدًا والبحث العلمي من أجل الملكية الفكرية خاصة في  Softwareأيضًا حل مشكل اليد العاملة في القطاعات البسيطة ومنه تقليل عدد المهاجرين قليلي التحصيل العلمي.

وأكد " بوسمينة " الآن الصين وكما ذكرت أكثر من مرة في مقالاتي في مرحلة البحث عن الفعالية بعد ما بدأت تفقد ميزتها النسبية كمنتجة بتكلفة أقل بسبب ارتفاع الدخل الوطني بها ، لذلك ستبحث عن توظيف الفرد الصيني في قطاعات تنتج منتجات أكثر تعقيد من خلال الإنتقال إلى التكنولوجيا والاستثمار فيها وهذا بالضبط ما لا تريده الولايات المتحدة الامريكية لذلك قررت قطع التكنولوجيا عليها كليا وإرجاعها عقود للوراء حتى تستمر الصين في لعب دورها الذي يجب أن تلعبه وفق قراءات أمريكية استراتيجية منذ أكثر من خمسين سنة.

ويرى الخبير الاقتصادى الجزائرى " جلال بوسمينة " الصين نفسها تعلم ذلك ولا خيار أمامها إلا لعب هذا الدور في اطار رابح رابح، الصين توفر مناصب العمل لمواطنيها والسوق الأمريكي يستقبل منتجات بتكلفة رخيسة بالمقابل الاستثمار في رأس المال ورأس المال البشري يذهب أكثر لقطاع التكنولوجيا وهذا يعكسه الإرتفاع الرهيب في عدد الشركات التكنولوجية بأمريكا في أخر عشرين سنة وايضا المستوى التعليمي لمواطنيها، لكن في المقابل تريد الصين وبطرق اغلبها ملتوية ستغلال القطاع الخاص وشركاتها الخاصة من أجل نقل التكنولوجيا ومحاولة البدأ في التحرر من التكنولوجيا الأمريكية.

وذكر الخبير الاقتصادى أنه عمليًا هذا فمستحيل ومن الغباء ان منتج تكنولوجيا معينة يجعلها متاحة لاي دولة إلا بالتحكم المطلق في مدة الاستخدام واين توظف بتلك الدولة، لذلك الصين، وكما ذكرت أكثر من مرة لا خيار أمامها سوى البدأ في الاستثمار في الرأس المال البشري، وهنا يبدأ التحدي الأكبر وتجاوز العواقب خاصة نظامها المالي العاجز على استقطاب سيولة كبيرة حتى الآن وأيضا طبيعة الدولة كدولة التي لا تزال عاجزة على استقطاب افضل العقول بالعالم بسبب النظام السياسي لها وحتى المجتمع الصيني في حد ذاته الذي يزال لا يتمتع بنفس القدر من الحريات التي تتمتع بها المجتمعات الغربية، وتأثير ذلك على الإبداع والانتاج الفكري، غير ذلك الصين يبقى لها خيار واحد وهو لعب دورها في النظام المالي والاقتصادي الحالي كمصنع للعالم وخاصة الدول المتطورة تكنولوجيا.

وقال " جلال بوسمينة " : شخصيًا اتمنى جو اقتصادي عالمي قائم على التعاون بعيداً عن التوظيف السياسي لكي يستفيد سكان الارض من كل مواردهم سواء الطبيعية والأكثر من هذا البشرية، لكن هذا عمليا مستحيل والدليل الصين واستخدامها لعملتها بالإضافة إلى قطاعها الخاص وأيضًا فخ الديون ببعض الدول الافريقية وأيضا أمريكا ومخططاتها الإستراتيجية التي تمتد إلى عشرات السنوات من أجل البقاء في الريادة، لذلك الصراع سيكون صراع علم وتكنولوجيا وخاصة الذكاء الإصطناعي الذي سيكون التكنولوجيا الحديثة التي ستحدد من الأقوى، طبعا هناك صراع جيوسياسي واستخدام الرقاقات في الصناعة الحربية ويعتبر سبب اخر لرغبة أمريكا في منع التكنولوجيا عن الصين، لكن الأهم هو التفوق الاقتصادي الذي يخلق التفوق العسكري، سوف اتطرق قريبا لهذا الاستنتاج وكيف وصلت له بالأرقام من صادرات الصين نموها الاقتصادي ودرجة تعقيده إلى شركات التكنولوجيا الأمريكية والتحصيل العلمي للمقيمين بها.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق